Popular Posts

Thursday, 11 August 2011

ليالي رمضان في اربيل



اربيل نظرا للاوضاع الامنية الجيدة في اقليم كردستان العراق، وللتحسن الكبير في توزيع الطاقة الكهربائية، باتت ليالي رمضان في اربيل تختلف عن المدن الاخرى حيث تشهد المطاعم الشعبية حركة كبيرة تستمر حتى السحور فجرا. وما يميز ليالي رمضان في اربيل (350 كلم شمال بغداد)، كبرى مدن الاقليم، الاقبال اللافت للمواطنين على تمضية اوقاتهم في المطاعم الشعبية وتناول وجبات سريعة من المشاوي اعتبارا من صلاة العشاء والتراويح. ويكثر هذا النوع من المطاعم خلال شهر رمضان لبيع المشاوي وخصوصا الطحال وبيض الغنم، بالاضافة الى الطيور البرية مثل الحمام والقبج. واكثر المناطق ازدحاما خلال رمضان حي التعجيل القديم الواقع جنوب قلعة اربيل الاثرية حيث المحلات والمنازل القديمة التي يعود معظمها الى مطلع القرن العشرين وكان معروفا بتواجد اليهود الاكراد قبل رحيلهم الى اسرائيل ابان الخمسينيات. كما يشهد شارع السلطان مظفر الواقع غرب القلعة زحمة كذلك. ويقول احمد شهاب احمد (52 عاما) وهو صاحب مطعم في حي التعجيل مخصص لبيع الطيور البرية المشوية في رمضان ان "وجبات الطيور والحمام يتناولها المرفهون بسبب اسعارها المرتفعة". ويتابع قائلا "عملنا يبدأ بعد الانتهاء من صلاة العشاء والتراويح ويستمر لغاية السحور حيث يقصد المواطنون المطعم لشراء الطيور البرية التي يرغبونها ونبيع الحمامة الواحدة بحوالى خمسة دولارات والفروج الصغير باكثر من عشرة اما القبج البري فسعره يبلغ تسعة دولارات". من جهته، يقول نايف جوهر (47 عاما) صاحب مطعم يقع في شارع السلطان مظفر ان مكاسبه خلال ليالي رمضان "افضل بكثير من الليالي والايام الاعتيادية والسوق يبدأ عادة بعد الافطار ونادرا ما ياتي احد في هذا الوقت. يقصدونا الناس بعد صلاة العشاء ويبقون حتى الثانية والثالثة فجرا". وبالنسبة للمشاوي التي يرغبها الزبائن، يوضح جوهر "هناك اقبال كبير على الطحال وبيض الغنم وتقريبا نبيع كل مساء عشرة كلغ من الطحال ومثله من بيض الغنم اما المعلاق فنبيع منه سبعة كلغ وكذلك اللحم، في حين نبيع ثلاثة كلغ من الكباب". وردا على سؤال حول سبب الطلب الكبير على الطحال وبيض الغنم، يضيف "انها من المشاوي التي لا يتم تحضيرها في المنازل". وقد ادى التحسن الكبير في تزويد المواطنين بالكهرباء وكذلك انارة الشوارع في مدينة اربيل، الى تشجيع الناس على الخروج وبقاء المطاعم الشعبية والمقاهي حتى يحين موعد السحور. ويقصد المواطنون هذه الاماكن المزدحمة من مناطق بعيدة في بعض الاحيان من اجل تمضية اوقاتهم في ليالي رمضان والاستمتاع بتناول وجبة سريعة من المشاوي. ويقول زاهر صابر عزيز (29 عاما) بينما كان جالسا في احد مقاهي حي التعجيل "هذا الشارع يزدحم اثناء ليالي رمضان ومنذ زمن بعيد نظرا لطابعه التراثي القديم كما انه لا يوجد حي اخر مثله في اربيل". ويضيف عزيز المتزوج حديثا انه يسكن "حيا بعيدا ما دفعه الى الطلب من زوجته المبيت لدى عائلتها ليلتين ليتمكن من البقاء حتى السحور في هذه المطاعم الشعبية والمقاهي. ويوضح "تزوجت قبل فترة قصيرة. وفي رمضان الماضي كنت ابقى في المقهى حتى السحور اما اليوم فلا استطيع البقاء حتى وقت متاخر الى ما بعد منتصف الليل لكنني اخذت زوجتي الى منزل والدها مدة يومين لاستطيع البقاء لغاية السحور واتذكر الماضي".



No comments:

Post a Comment