وسط الزحام الكبير الذي كانت تشهده نقاط التفتيش المؤدية الى اقليم كردستان وخصوصا مناطق اربيل ودهوك، فقد كانت الآمال كبيرة ومعلقة بقضاء اوقات جميلة في مصايف ومناطق نفضت عنها غبار الماضي لتتطلع الى المستقبل بثقة، فالسياح القادمين من جميع محافظات العراق اكتظت بهم مداخل نقاط التفتيش على الطرق المؤدية الى الاقليم لحين اكمال اجراءات التفتيش وادخال بياناتهم، وهم واثقون بأن الأجواء المستقرة ستبدد تعب كل هذا الانتظار الطويل.
400 دولار للّيلة الواحدة
من كان سعيد الحظ ولدية اقارب او اصدقاء سبقوا الآخرين وحجزوا له في احد الفنادق كان مرتاح البال، ومن لم يكن كذلك اضطر الى النوم في الحدائق وعلى اسطح الفنادق بعد ان اشتروا (خيماً )صغيرة كانت تباع بسعر 25000 الف دينار على طول الطرق المؤدية الى المصايف في اربيل ودهوك، أما أجور حجز غرفة واحدة في فندق نجمة واحدة فهو لايقل عن 125000 الف دينار وحسب مستويات الخدمة،أما بالنسبة لفنادق الخمس نجوم، فقد وصلت الى 400 دولار لليلة الواحدة، وهذه الاسعار تعد مقاربة او اعلى من الاسعار في دول الجوار، وهو ما يدفع الكثيرين الى تفضيل السفر الى لبنان وسوري.
هه ولير العاصمة وليلة العيد
تعد مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان من اقدم المدن المأهولة في المنطقة اذ تمتد جذورها الى عصور ما قبل التاريخ، وتقع المدينة على ارتفاع 418 م عن مستوى سطح البحر، ويرجع تاريخها إلى الألفية السادسة قبل الميلاد، وقد ذكرها المؤرخون القدامى في كتبهم ومؤلفاتهم الامر الذي دعا العالم الى الانتباه الى هذا الجزء الذي نال شهرة كبيرة بعد معركة كوكميلا.
ليلة العيد في اربيل خصوصاً شارع القلعة وباتا والاسكان واربيل القديمة كانت مميزة حيث اكتظت الشوارع والساحات العامة بالناس وبمختلف الاعمار، نساء تتبضع،ورجال بصحبة الصبيان يقفون امام واجهات المحال التجارية بانتظار دورهم "للحلاقة"، أما بالنسبة للبلدية فقد كانت دؤوبة في عملها حيث آلياتها قامت بغسل وتنظيف الشوارع الرئيسية بشكل جميل جدا. الكل يعمل ويساهم في تنظيف مدينتهم،الساعة قاربت على الواحدة ليلا،والشوارع مازالت تدب فيها الحياة. وفي اول يوم عيد الفطر المبارك كانت الشوارع شبه خالية من الناس الا من السياح الذين واجهوا مشكلة اخرى هي اغلاق المطاعم في الأعياد وكان العشرات يسألون عن اي مطعم مفتوح،،فالناس هناك لديهم تقاليدهم الخاصة وكما يقولون" العيد عيد" فيما رفعت مطاعم اخرى اسعارها نسبيا في استغلال غير جيد لحاجة العشرات من السياح إلى الطعام والشراب.
آراء السياح
(متنزة منارة ) يضم حدائق كثيرة مقطعة الى مربعات ومرتبة بشكل جميل جدا، أما النافورات المائية فقد كانت اشبه بشلال دائري الشكل وكان شديد الزحام بسبب وجود (التلفريك) الذي يربطه ببارك شدهائ، وكالعادة فالسياح القادمون من وسط وجنوب العراق كانوا يتسابقون لركوب التلفريك وقد علق مهند قاسم من سكنة منطقة الغزالية بصحبة عائلته قائلاً: منذ نصف ساعة ننتظر دورنا بالصعود ونحن سعداء بقدومنا الى اربيل لنرى هذا الجمال لكن في الوقت ذاته الاسعار هنا مرتفعة جدا ولولا اصرار اولادي ورغبتهم بالصعود لما جازفت بذلك لان سعر البطاقة للشخص الواحد 5000 آلاف دينار ونحن اربعة ويضيف :الظروف الأمنية في بغداد تحول دون التمتع بنكهة العيد حيث التوجس والقلق من حدوث انفجارات فضلا عن ان العاصمة بغداد لايوجد فيها غير متنزة الزوراء.
عائلة بغدادية اخرى كانت تقف في الطابور الطويل لكنها كانت افضل حظاً لان دورها بدأ يقترب من الصعود حيث علقت وداد كاظم من سكنة بغداد الجديدة قائلة: نحن نشعر باننا في بغداد فالبارك مكتظ بالغداديين ومختلف المحافظات لكن الاسعار مرتفعة جدا ليس فقط للالعاب انما للمشروبات الغازية والطعام ايضاً اي كل حاجة تباع هنا بثلاثة اضعاف سعرها تركنا العوائل تتمتع بوقتها وسط انتظارها الممتع وصراخ الاطفال بسبب تراشقهم بماء النافورات المائية وذهبنا إلى بارك سامي عبد الرحمن الذي كان كبير المساحة جدا ويقع في شارع 60 وهو مكتظ جدا بالسياح واهالي المدينة. البارك يستوعب اكثر من خمسمائة سيارة والعاب للاطفال مجانية وباشكال مختلفة،عوائل افترشت الارض وجلست تنظر فرحة اطفالها وشغفهم للهو، يقول أبو منتصر من محافظة ميسان هذه المرة الاولى التي نأتي الى اربيل بصحبة عوائلنا ولم نكن نعرف ما فيها من معالم، وعندما سألنا صاحب الفندق الذي نزلنا فيه اعطانا كتيباً صغيراً ادرج فيه جميع العناوين واماكن المتنزهات، لهذا لم نجد صعوبة في الاستدلال، أبو ماجد الذي كان بصحبته علق قائلاً : المدينة نظيفة جدا وهذا الامر جعلنا نخجل ان نرمي اي مهملات على الارض على الرغم من استمرار عمال النظافة بعملهم بتنظيف المكان لكن الحدائق جميلة ورائعة والالعاب مجاناً هنا. وقال ابو منار: لولا شركة السياحة التي جئنا معها من محافظة ميسان لما استطعنا مواجهة ارتفاع الاسعار الكبير خصوصاً نحن اصحاب الدخل المحدود. بشكل عام تستطيع أن تقضي العيد هنا وأنت مطمئن ومرتاح البال بالنسبة للناحية الامنية، لكن الظروف ذاتها لا تتوافر لجميع العائلات لزيارة إقليم كردستان في الأعياد والمناسبات، فالموانع المادية تسبق غيرها في الحيلولة دون ذلك، أضف الى هذا أن هنالك من يفضل أن يبقى قرب أقاربه حتى في ظل عدم الاستقرار وقلة مراكز الترفيه.
انتشار المولات
المطاعم والأسواق الضخمة الحديثة منتشرة في كل مكان وهي ما تسمى المولات ولكن الاسعار فيها مرتفعة جدا و كان من ضمن برنامج شركات السياحة زيارة المولات باعتبارها صيحة جديدة،والشيء المميز فيها وجود قاعة تتوسط المول "التزحلق على الجليد" يمكن مشاهدتها من جميع الاماكن والاتجاهات،وبصراحة للوهلة الأولى بقينا نشاهد المتزلجين بدهشة وكانوا فقط من سكان الاقليم لكن بعد ذلك لم يتمالك السياح رغبتهم في خوض التجربة على الرغم من صعوبتها في بادئ الأمر،بالمقابل أصحاب المطاعم والفنادق في الاقليم عبروا عن دهشتهم للأعداد الكبيرة من السياح والزائرين القادمين الى الاقليم، حيث قال كاكا محما بائع في "مجدي مول" لقد اصبحوا لايستطيعون النوم لساعة واحدة بسبب كثرة القادمين الى المول الذي يضم اسواقاً ومحال تجارية مختلفة وكافتيريا وألعاب أطفال إلكترونية.
المناطق السياحية
في اليوم الثاني توجهنا الى شقلاوة وعلى طول الطريق كانت المناظر الخضراء جميلة جدا والاشجار "الكالبتوس" تغطي الشوارع العامة يميناً ويساراً والمسافة بين اربيل وقضاء شقلاوة لاتتجاوز الثلاثة أرباع الساعة، وهي مصيف يضم محال تجارية تقع جميعها في شارع واحد تبلغ مساحته نصف الكيلومتر، هذه المحال تبيع الحلويات والكرزات والعسل الطبيعي الذي يسمى هناك "عسل الجبل "، ومدينة ألعاب صغيرة للأطفال، وغالبية السياح يفضلون الاقامة في مركز قضاء شقلاوة لانه يتوسط جميع المصايف اضافة الى قيام السكان هناك بتأجير منازل بأسعار مناسبة أو غرف من منازلهم،لكن أثناء العيد أصبح سعر الغرفة الواحدة التي لاتتجاوز مساحتها الأربعة أمتار 50000 دينار لليلة الواحدة كما ان القضاء يضم 7 فنادق تتراوح بين الاربع نجوم ونجمة واحدة، وأربعة موتيلات ذات النجمة الواحدة وهي تناسب ذوي الدخل المحدود والمرتفع لإمكانية اختيارهم الأفضل.
ومن قضاء شقلاوة يكون التوجه الى مصيف عين بيخال والذي تكون السياقة فيه صعبة بسبب ارتفاعه عن سطح الارض لمسافات كبيرة جدا ووجود ما تسمى 14 استدارة التي تصيبك بالدوار الى ان تصل الى قمة جبلية عالية ومنها الى طريق يسمى الوادي المخيف،لان النزول منه يكون بطريقة عمودية و نهايته عبارة عن جسر حديدي يكون عبوره مشياً على الاقدام للدخول الى مصيف بيخال المكتظ بالسياح الذين كانوا يفترشون الارض والجبال على طول الطريق المؤدي الى المصيف لقضاء اوقات رائعة وجميلة في طبيعة تسحر الخيال،عائلة كان شبابها يرقصون وسط الشارع المؤدي الى مصيف بيخال قالت: إن أجواء الاحتفال بالعيد في مدينة اربيل ومصايفها تختلف، فهنا نحس بالامان والسعادة وراحة البال وعدم الخوف من المجهول اضافة الى وجود الكثير من الأماكن التي يمكنك طلب الراحة فيها.
(المدى)تحقيق وتصوير /إيناس طارق
Source: www.hawlergov.org
Follow Us:https://twitter.com/#!/ERBILCITYFANS
No comments:
Post a Comment